منتدي ود الخبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أوكامبو : شخصية مثيرة للجدل

اذهب الى الأسفل

أوكامبو : شخصية مثيرة للجدل Empty أوكامبو : شخصية مثيرة للجدل

مُساهمة من طرف zeezo الأربعاء يونيو 17, 2009 10:23 am

تردد قلمي كثيرا في تناول شخصية أوكامبو .. فسيرته الذاتية تضعه في مصاف فطاحل القانون وحقوق الإنسان ومكافحة الفساد، في حين أن العديد من الوثائق والأدبيات تكشف لنا عن أشياء معقدة ترتقي لمستوى الشذوذ في الشخصية، ومع هذا غامرت وأبحرت عبر مجموعة من الوثائق الهامة في محاولة لثبر أغوار شخصية أوكامبو المثيرة للجدل .. هذا وسأعتمد في مشواري هذا على أوعية وثائقية تشمل الكُتَّاب والمراكز والأجهزة والصحافة الاليكترونية والتقليدية الغربية، ومنها كتابات (جولي فلنت) و (اليكس دي وال) ومجلة (ويرلد أفيرس) و(التلغراف) و(جوشا روزينبرج)، و(الواشنطن بوست) وأضابير الجنائية الدولية، ومنظمة العمل الدولية، وأجهزة الأمم المتحدة، وما إلى ذلك !!.. كذلك ولشيء في نفسي سوف لن أعتمد على أية مراجع عربية أو أفريقية ..

هذا وقد جذبتني بالفعل وعلى وجه الخصوص أثناء إبحاري وتنقيبي في الوثائق ذات الصلة بالموضوع متابعات وكتابات وأبحاث (أليكس دي وال) و(جولي فلنت) التي اعتمدت عليها كثيرا، فأليكس دي وال ( Alex de Waal ) باحث وكاتب وناشط في قضايا القارة الأفريقية، وقد اشترك في بحوثه وتحقيقاته الخاصة ب(الجنائية الدولية وأوكامبو) مع الصحفية والكاتبة المتميزة جولي فلنت ( Julie Flint )، وهي كاتبة وباحثة ل(القارديان) وال ( ABC ) نيوز وجهات أخرى .. وهما معاَ، أي (أليكس/ فلنت) قد شاركا في المؤلف : دارفور : تاريخ جديد لحرب طويلة ( Darfur : a new history of a long war ) .. وفي هذه الهنيهة أقول بأن المرء ربما يختلف أو يتفق مع الكاتبين (أليكس/فلنت) ولكن تميزهما التوثيقي بحثاَ وكتابةَ وعرضاَ يطفو في معظم الأحيان فوق السطح ..

بداية أؤكد بأنني في تناولي لشخصية أوكامبو سوف لن أتطرق لمحكمة الجنايات الدولية من حيث ميثاقها، شرعيتها، ازدواجيتها أو مصداقيتها، فهذا الأمر قد قُتل بحثا وتقييما وكتابة ولا يعنيني كثيراَ هنا .. ولكني سأركز على أوكامبو كشخصية مؤثرة لدرجة الخطر في منصبٍ دولي حساس ..

هذا وأشير عموماَ إلى أن ما اطلعت عليه من سلوكيات أوكامبو وتصرفاته المنشورة تجعله في نظر الكثيرين شخصية غير سوية، بل خطيرة على المنصب الذي يشغله، في حين يرى البعض في الغرب بأن تصرفاته وسلوكياته عادية وتتوافق مع المواصفات المطلوبة عند الأقوياء الذين يديرون كفة التعيينات العليا بالأجهزة الدولية المؤثرة .. كذلك ومن خلال ما اطلعت عليه من وثائق أرجنتينية عرفت بأن أوكامبو (وهذا الأمر له مدلولاته)، يسمى بواسطة البعض في الأرجنتين ب (أوكا)، وذلك استخفافاً بشخصيته، ولعدم الرضا عن تصرفاته اللا وطنية كما يقولون !.. خاصة وانه سبق أن شارك في الحكم على أعضاء الحكومة العسكرية الأرجنتينية بتهمة انتهاك حقوق الإنسان، ثم جاء رئيس الجمهورية منعم منصور وشكل لجان مراجعة قضائية وألغي تلك الأحكام .. كذلك وجّّه أوكامبو عندما كان شابا اتهامات لأبناء جلدته، وذلك في موضوع معضلة المستعمرة البريطانية (جزر الفوكلاند) الأرجنتينية والتي تبعد عن العاصمة (بيونس آيرس) فقط 178 كيلومترا، والتي قام الجيش الأرجنتيني بتحريرها في عام 1982، الأمر الذي أدى إلى حرب ضروس استعادت بريطانيا من خلالها الجزيرة وقلبت نظام الحكم في الأرجنتين .. كذلك عمل أوكامبو على تسليم بعض المطلوبين الأرجنتينيين لأمريكا وبريطانيا الأمر الذي خلق له مكانة طيبة لدى الغرب وغير مستحبة ببلاده .. كذلك يأخذ عليه البعض في الأرجنتين دفاعه عن فساد ومخدرات نجم الكرة الأرجنتيني مارادونا، ودفاعه عن وزير اقتصاد أرجنتيني متهم بالفساد .. ودفاعه عن كاهن كان متهماً بالاعتداء الجنسي على قاصرين (البي بي سي) .. هذا وتحمل لنا الوثائق بعضا من مغامراته وتحرشاته الجنسية الشخصية ذات الصلة بعمله، والتي سبق أن أشعلت النار داخل وسط منتسبي محكمة الجنايات الدولية (ويرلد أفيرس) وسوف نتطرق لها بالتفصيل ..
يؤكد (أليكس دي وال) و(جولي فلنت) وهما صحفيان وباحثان من الغرب أكدا بأن العالم كان يأمل في محكمةٍ جنائيةٍ دوليةٍ فعالةٍ وعادلةٍ تقوده للسلام الدولي المنشود، ولكن هيهات، فبعد تسعة أشهر من إطلاق ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، أطل أوكامبو عليها كأول مدع عام لها، وذلك في أبريل من عام 2003 .. هذا وقد واجهت الجنائية منذ ميلادها تحدٍ كبير لم يرتق أوكامبو لمستوى حجمه، وكان بالفعل بمثابة الرجل الغير مناسب لمنصبٍ خطيرٍ وحساس يهم العالم أجمع .. ولم تمض ألا ثلاث سنوات من استلام أوكامبو لمنصبه حتى أخذ غالبية منتسبي المحكمة الجنائية بالتشكيك في مقدرات الرجل العدلية والإدارية والأخلاقية (ورلد أفيرس)، ومضت السنوات والمحكمة تصارع وتتخبط في مطبات ومنعرجات متعددة خلقها أوكامبو أو كان هو محورها .. (أليكس/فلنت) .. والعالمُ إلا قلة لم يكن منتبهاً لذاك الأمر؛ ..
هذا وبدأت الاستقالات تترى من كبار موظفي وخبراء المحكمة حتى وُصفت الحالة بالنزف ( Hemorrhage ) .. وفي وقتها وصف بعض الخبراء في الغرب وضع المحكمة بالعربة التي تسير عكس السير، ونوهوا إلى أن أوكامبو سيقود المحكمة وقضايا الإنسانية إلى جهنم .. وأكدوا بأن التقييم العام لأداء المدعي العام للمحكمة ضعيف للغاية، وأنه قد فشل فشلاَ ذريعاَ، ولم يسجل أية نجاحات حتى في التحريات أو التحقيقات والمقابلات البسيطة ( brief interviews )، فمثلاَ تحجج أوكامبو في تصريح له بأن إجراء التحقيقات بدارفور خطر للغاية، وإجراء التحقيقات في أي مكان بالسودان مستحيل!! هذا ورداً على أوكامبو في وقتها صرح أحد خبراء الأمم المتحدة قائلاَ "أن الخبراء سبق أن استجوبوا أناسا بسجن كوبر السوداني في أمور أكثر حساسية، ولم يجدوا أية صعوبة، فكيف يدعي أوكامبو بأنه يريد أن يبتعد عن مسرح الأحداث الصعب ويتناول الأمور من الخارج، إلا إذا كان هذا التوجه حسب مسطرة فصلها لنفسه واقتنع بها لأمر ما؟" .. (وثائق الأمم المتحدة واجتماعات الجنائية، وانتقادات أنطونيو كاسيسي وهو الرئيس الأول لمحكمة الجنايات الخاصة بيوغسلافيا) ..
هذا وقد انتقد أيضاً كبار خبراء المحكمة الجنائية الدولية، والأمم المتحدة أوكامبو في اجتماعات ومناقشات متفرقة، ومن هؤلاء كما أسلفنا (كاسيسي)، وأكدوا جميعهم بأن أوكامبو يتبع الطريق الخطأ في التعاطي مع واجبات المحكمة .. كل ذلك إضافة لأخلاقياته والتي سنتطرق لها لاحقاَ .. كذلك أشارت (آربوار : رئيسة المفوضية السامية لحقوق الإنسان) في اجتماع صاخب للجنائية بأن أوكامبو نهج نهجاً وأسلوباً خاطئاً في التعاطي مع أزمة دارفور ( Morino Ocampo was proceeding down the wrong track ) ..
هذا وتنقل لنا الوثائق وعلى وجه الخصوص ( World Affairs Journal ) بأن أوكامبو استشاط غضباَ عندما انهالت عليه الانتقادات وراء الانتقادات من داخل أروقة واجتماعات الجنائية ( colleagues said Ocampo was enraged .. )، وأخبر أوكامبو في وقتها الجميع بالمحكمة بنبرة تحدٍ بأنه سوف يجري تحرياته خارج السودان ومن خلال نوافذ موثوق بها! وعندها تيقن جميع منتسبي الجنائية بأن الرجل يضمر شيئاَ، وأنه بدأ يغرق في الخطأ، ووصفوه بأنه وصل لدرجة الجنون المطلق ( utter lunacy ) .. (لكن المهم هنا وتجدر الإشارة إليه هو أنه في وقت تلك الأحداث والتصريحات والصراعات، فإن صحافتنا العربية والأفريقية على وجه الخصوص لم تعر أمر ما يجري بالجنائية أي اهتمام وكأن الأمر لا يعنينا !!.. في حين اهتمت العديد من صحف الغرب بما كان يجري !!.).
عموماَ كل ما تقدم بدأ يبلور لنا (فكرة) ولو في بداياتها عن شخصية أوكامبو .. ولكن المدهش حقا والذي صعق البعض داخل وخارج الجنائية في وقتها، وذلك من خلال ما تم نشره في الغرب عن تطور مجريات الأحداث بالأروقة الداخلية بالجنائية الدولية، هو الاتهامات التي وُجهت لأوكامبو والتي بدأت همساَ، ثم تطورت لرسمية موثقة بالأضابير الإدارية الداخلية للمحكمة، وعلى وجه الخصوص ما جاء بالمذكرة الداخلية التي تقدم بها الموظف كريستيان بالمي ( Christian Palme ) في 20 أكتوبر 2006 والتي شملت سوء السلوك الجنسي ( sexual misconduct )، الاغتصاب ( crime of rape )، العنف الجنسي ( sexual assault )، الإكراه الجنسي ( sexual coercion )، التعسف الجنسي ( sexual abuse ) .. تلك الاتهامات الموثقة بأضابير الجنائية وامتدت بطريقة ما لإحدى إدارات منظمة العمل الدولية (بعد أن تظلم الموظف بالجنائية لمنظمة العمل الدولية حسب المرجعية) ...

نقلا عن سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
توفيق عبدا لرحيم منصور
http://www.tewfikmansour.net
zeezo
zeezo
خبورابي جديد

عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 15/06/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى