منتدي ود الخبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بـــــصراحة

اذهب الى الأسفل

بـــــصراحة Empty بـــــصراحة

مُساهمة من طرف mohammad elmobarak الأربعاء أكتوبر 28, 2009 11:19 am

في ندوة مجلس الإعلام الخارجي ، تحدّث الأستاذ عبد الباسط سبدرات وزير العدل عن ضرورات عملية لقانون الأمن.. ووضع على رأسها التهديدات التي تُحيق بالوطن.. تكالُبٌ أجنبيٌ خارجيٌ.. تفكُّكٌ داخليٌ.. تربُّصٌ.. ومجموعة مترادفات أخرى في تقديري هي أبعد ماتكون عن أن تُوصف بأنها المُهدِّد الحقيقي للأمن حالياً.. بصراحة.. وأرجو أن لا تُغضب هذه الصراحة أحداً.. الأجنبي موجود في الداخل أكثر من الخارج.. والأشدُّ نكاية بنا أنه موجود لحمايتنا منَّا.. (10) آلاف عسكري أجنبي في الجنوب، والنيل الأزرق، وجبال النوبة.. لحمايتنا منَّا.. حسب إتفاق السلام الشامل.. وضِعف هذا الرقم تقريباً في دارفور.. لحمايتنا منَّا.. حسب إتفاقات متعدِّدة جرت مع أجانب في الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.. بعبارة أخرى.. الوجود الأجنبي بكل أسف متوفر في السودان، والأكثر أسفاً فيه أنه موجود باتفاقيات تفترض أنه موجود لحماية السودانيين..إذن عملياً ليس هو مُهدِّد.. ما هو المُهدِّد الأول لأمننا؟ في تقديرى هو الإنفجار الداخلي.. تراكم الغبن والإحن في الصدور.. للدرجة التي تُهدر الإحساس بالوطن، وتحيله إلى ضغينة كبرى تنتظر يوم الإنتقام أو ساعة الصفر.. أشبه بالذي حدث في نهايات القرن التاسع عشر.. في حكم الخليفة عبد الله التعايشي.. عندما اشتدت وطأة القهر والغبن بالسودانيين.. ولما جاء الغازي الجنرال كتشنر.. كانت معظم جيوشه من السودانيين أنفسهم.. وكتب تشرشل في مذكراته- وكان مراسلاً حربياً رافق كتشنر في حملته- أنه لما انتهت معركة "النخيلة" قرب عطبرة وانهزم القائد الشجاع محمود ود أحمد.. استطاع الجنود البريطانيون بصعوبة إنقاذه من أيدي الجنود السودانيين الذين حاولوا قتله.. وكتب تشرشل في تأسٍ وأسف ( ما كان ذلك الفتي الشجاع يستحق أبداً أن يقضي بقية عمره محبوساً في سجن بمصر..) وواحدة من أهم مُثيرات الغبائن في السودان.. غياب الحوار الرأسي.. أن يحس الشعب بأنه قادر على التعبير عن إرادته إن شاء.. وأن رأيه مسموع ومحترم عند أصحاب القرار في مختلف مستوياته.. وواحدة من أهم مُثيرات الغبائن.. كثرة ومناعة الحصانات.. التي تجعل أصغر موظف حكومي قادراً على صفع أكرم وجه شعبي.. كم عدد طلبات (رفع الحصانة) المتراكمة في مكتب وزير الداخلية ؟؟ وراء كل طلب.. صدر مغبون، مكسور بالحسرة الظاهرة على آخره.. وواحدة من أهم مُثيرات الغبائن.. إحساس المواطن بأن الحكومة تطلب منه أن يدفع في كل خطوة يخطوها.. دون أن تقدم له مقابل ما يدفع خدمة.. هل تصدقون أن من شروط استخراج رخصة القيادة أو تجديدها أن تشتري من الشرطة (كُتيباً) فيه توجيهات مرورية ؟.. ولو قلت لهم معي نسخة من الكتاب .. سيُقال لك (هب إنك مؤلفه.. تدفع ثمنه..) ولا يُشترط أن تحمله بعد ذلك أو تتركه.. بصراحة.. واحدة من أهم مُهيجات الغبائن في السودان.. هي وزارة العدل نفسها..!!
منقول من صحيفة التيار بقلم الاستاذ عثمان ميرغني
مع خالص الود ،،،

mohammad elmobarak
خبورابي جديد

عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 24/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى